مين انا؟
مرحبا
انا جنا ،
بديت رحلتي لأتعرف على نفسي من بعد ما عانيت من إكتاب حاد أخد مني شغفي للحياة و خلاني إستسلم و فكر انو هالحياة غرضها الألم, و انو ما في شي ممكن يسعدني او يعطيني معنى لحياتي.
هالرحلة اللي بدت من سنوات ولا زالت ما كانت سهلة و بسيطة، إذا بتطلع على حياتي كيف كانت و كيف انقلبت بحس انو اللي صار خلال السنوات الخمس الأخيرة ما صار كل حياتي، كأني رجعت خلقت حالي من جديد.
الحمدالله انو بهالطريق الله سهلي و يسرلي معلمين و أصدقاء بالرحلة، بفضلن قدرت إني حول حياتي من شخص ضعيف ومستسلم و عايش الحياة ضحية الصدمات و تأثير الاهل و المجتمع و المحيط، شخص استسلم و بطل في شي بأثر فيه، بخاف يقول الحقيقة لأن بخاف يخسر الناس اذا عبر عن صوتو، بخاف من الحب، عايش مسيّر من الخوف والعار وعدم الأمان، لشخص واثق بنفسه، عنده حب كبير، ما بخاف يعطي، قادر انو يستقبل حب و وفرة و دعم و جمال، شخص حاسس بالأمان جوات بيته اللي هو جسده و عقله.
الالتزام بالتشافي إحتاج مني العزيمة اني كمل رغم كل الصعوبات و المقاومات الداخلية للتغيير، لان علي قد ما نحنا محتاجين نتغير على قد ما الأنا و الإيغو بيتمسك بنسخاتنا القديمة لانو معود عليها.
خلال هالرحلة كان عندي الفضول إني جرب كل شي سمعت انو بساعد، سافرت الهند و درست مع افضل المعلمين يوغا وتأمل, كمّلت سنتين دراسه روحانية للعلوم مع أفضل المعلمين بالعالم من علوم الشاكرات, للخيمياء مع الماستر مانتنغ شيا، لعلوم الكندليني المستوى الثاني مع يوغي باهجان، لعلوم الرحم مع ماليكا دارفيل، للعلوم الشامنية و بديت أدرّس بالعالم العربي كورسات أونلاين احدثت فرق كبير للاشخاص الي تابعوني وبعدين بديت بالرتريتات للنساء، وخلال هالوقت كنت مكملّة بالشغل على حالي الى أن تعرفت من سنتين على الانيا فرسبرغ، اخصائيه بعلم النفس ومؤسسة و قائدة لرتريتات افالون AVALON المختصة بتدريب القادة و تقديم الخبرات السيكولوجية و السوماتية للتشافي و لإستنباط القدرات الموجودة و شاركت في معسكرات التدريب التي تقيمها حول العالم استمرت سنتين ،توقفت خلال تلك الفترة عن مزاولة اي شيئ و تفرغت لتشافيي الداخلي.
بهاي الرحلة كان عندي كتير دروس اتعلمها، أول ما بديت رحلتي اكتشفت هروبي الروحاني، انو أنا تاركة الارض و عايشة بإنفصال كبير و مفكرة حالي انو انا واعية و ارتقيت عن الاستفزازات، عايشة بعالم الروحانيات اللي إجا نتيجة رفضي لواقعي و عدم تقبلي لذاتي لذلك هربت على عوالم آخرى، و هنا كانت الصدمة الكبيرة و بلش المشوار للعودة الي الجسد و المشاعر اللي ما كنت متواصلة معها.
غصت لأعماق الظلام و ضعت وبطلت عارفة انا مين، و ضليت فترة طويلة بالضياع و كان كتير كتير مؤلم، إحتجت كتير حب و دعم من المجتمع الواعي اللي رافقني و صبر علي لكبرّت حالي، متل البيبي الصغيرة اللي خلقت من رحم هالتجارب، و أمانة هذا مفتاح كتير كبير حابة انو انقله الك عزيزتي لانو غيرلي حياتي.لا ما فيني كون لحالي بهذا المشوار، احتجت مين يشوفني لحس اني منشافة و مين يسمعني لحس انو مشاعري الها قيمة و اني استحق يكون الي صوت و مسموع، إحتجت مين يقويني و يعطيني حبّ لا مشروط لإتعلم كيف إستقبل حب . هالناس كانو متل المنارة اللي أرشدتني من بعيد و أنا احتجت قرّب صوبها، لأوصل على شط الأمان.
و بنفس الوقت و كمان للأمانة خسرت كتير ناس بحبها و لازلت بحبها لكن عن بعد، اخترت إختار عيلتي من جديد و إتخلى عن كل شي ما عاد يخدمني و مصادر الأمان كلها، تركت عملي بالأول و بعدها بكم شهر تركت بيتي و جوزي و أغراضي وكل شي بملكه و حطيت حياتي بشنطة سفر وطلعت على جزر الكناري و هون بلشت رحلتي مع "التسليم " لإتعلم انو مصدر الأمان الوحيد هو جواتك إنتي مش اي شي برّاتك.
و هون بلش السحر بحياتي يتجلى (الموضوع بدو قعدة طويلة و فنجان قهوة).
الحياة هي المدرسة الحقيقية، شفت نوري و كان درسي انو إتجرء طلعه لبرا، وكيف في جوانب مني فيها ظلام كبير محتاجة قابله و شوفوا بلكامل و شافيه و صير مدركة انو موجود عندي و انتبه لمن يطلع . درسي الاكبر كان كيف فيني حب حالي و اتقبّل حالي، كيف فيني إتواصل مع صوتي الداخلي و طفلتي الداخلية و كيف بلش اتعرف على حيلها و اختار اني الجزء الواعي فيي هو اللي بقود مش الطفلة المجروحة هي العم تقود، و الدرس الاصعب كان ادرك انو انا محبوبة !!!
اصراري ، واخلاصي كان و لا يزال التشافي و الوصول لنسخة مني عم تعبر عن صوتها و جمالها و حقيقتها بحرية، و تطوير قدراتي القيادة خاصة في علوم التجسيد. حاليا انا اليوم أعمل كقائدة قيد التدريب في افالون من سنتين بالإضافة الي التدريب الفردي و المكثف مع الانيا.زبدة هل العمل كان الإنتقال من دور الضحية الى دور المبدع و الخلاق و من هون استوحيت مشروع صحوة ، إلي شاف النور بعد خوض رحلة جواتي لأعرف أنا شو جيت أعمل بالدني، و شو هوي الشي اللي روحي ما فيها غير ما تعمله ؟ إجت صحوة لتعبر عن رسالتي و تخليني جسّدها من خلال خلق ملاذ آمن للنساء للتعافي و الإستقبال و الخلق الابداعي و لنقل التجارب التي اكتسبناها .
ليش عم خبرك كل هالتفاصيل، لان و بامانة علوم الروحانيات الها الشادو تبعها او جانبها المظلم كمان، وهاي تجربتي الخاصة اللي عم بنقلها لالك هالعلوم كان الها قيمتها بزمان معينة لكن مع تطور البشرية هالعلوم ما اتطورت لذلك انا بشوفها انها خدمت بزمان كان البشر بحاجتها ، اما الان و مع نهضة الوعي و الانسانية نحنا محتاجين لممارسات بسيطة و غير معقدة لنتواصل مع نفسنا، و من الجوانب المظلمة للعلوم الروحانية انها متل اي ميتركس آخر ، بتخلي الشخص ينوهم انه هو مستنير و افضل من غيره و انه تمام، و هو الان وصل للتردد العالي او البعد الخامس متل ما بسمي البعض ، بالوقت اللي عم تقوي الانفاصال عن انسانيتنا . يمكن كلامي يستفز البعض، لكم الحق يقال ، اجا الوقت انو يشهد شاهد من اهله .
لذلك ، بعد هالتجارب اللي خضتها حبيت آخد من هالعلوم الشي اللي بخليني اتصل بانسانيتي ، بصوتي الداخلي، بقدراتي و امكاناتي "الارضية" ، بالشي اللي بمكني عيش بنزاهة و بتناغم مع مشاعري و حقيقتي .
حاليا انا متواجدة في كينيا، لتاثيث مركز ليكون ملاذا للاشخاص الذين جمعهم الألم و جمعهم إخلاصهم لأرواحهم، جمعهم حبهم لذاتهم و حب التطور و الإرتقاء و التوسع و الخدمة، ليعطوا الأرض ما أتوا ليعطوه و ليكونوا قادة بحياتهم و ملهمين بقصص شفائهم.




